دمعة متحجرة..قصة بقلم : فاتن
--------------------------------------------------------------------------------
غمرت أنداء الصباح جبهتى ورأيته ...كنت فى طريقى الى مدرستى ..كان يطبق كفه على يد شقيقته بإحكام ولمحت فى عيونه دمعة متحجرة ونظرة انكسار فإنفطر قلبى الصغير لرؤياه
كان يقطن بالدور السفلى بمنزلنا وحكت لى امى قصته ..التقى والده بأمه لأول مرة فى احد الملاهى الليلة كانت تعمل راقصة فبهرته بجمالها الآسر وقدها المياس..وأنسته زوجته وأبنائه الست فما زال بها يغدقها بالأموال والهدايا حتى وافقت على الزواج منه ..انجبت له ولدا وبنتا آية فى الجمال وبعد سنوات اشتاقت لما كانت عليه ومزقها الحنين الى عملها بالملهى والرقص هجرت زوجها وطفلاها وعادت الى سيرتها الاولى ..وأسقط فى يد زوجها فلم يجد بدا من طلاقها والعودة الى زوجته الاولى وتوسل اليها ان تقبل طفلاه وسط ابنائها ..ولا أدرى كيف أقنعها وكيف وافقت ..كانت سيدة قاسية وكنت اتحاشى النظر الى عينيها فقد كانت لها نظرة جامدة وكأنك تنظر فى عينى تمثال ...ولكن لم تفارق الفتى دموعه المتحجرة ونظرة الانكسار ولم أعلم هل السبب هو قسوة زوجة ابيه أم حنينه الى أم هجرت وتخلت ؟؟
كبر الفتى وسافر الى الخارج ولسان حاله يقول عسى ان يدخر لى الدهر قبضة من السعاده فى مكان آخر بعيدا عن هنا ..مرت سنوات وعاد برفقة زوجته الامريكية وولديه حمزة وعبدالله ...سئم بقاءه فى بلاد باردة وسط قلوب كالجليد ...ومرت شهور وضجت هى بالحياة فى بلد تفصله عن بلدها سنوات وسنوات فصممت على العودة الى بلدها ورفض ان تصطحب ولديها فغادرت وحدها
واسقط فى يده ماذا يفعل بولديه الصغيرين اضطر ان يحضر مربية لتعتنى بهما وضج الجيران بالحى من هذا الوضع ووجود المربية بمنزله طوال الوقت ونصحوه بالزواج منها ففعل حين لمس تعلق ولديه بها وتزوجها وانجبت له ولدا وبنتا ..
وذات صباح أشرقت الشمس وفرشت الارض بالنور رأيته ..كنت فى طريقى الى عملى فرأيت حمزة يطبق كفه بإحكام على يد شقيقه ولمحت فى عينيه دمعة متحجرة ونظرة انكسار فإنفطر له قلبى وربت على رأسه بحنان فى محاولة يائسة منى لمنحه ما تتوق اليه نفسه من حنان الام وعطفها